عندما مزقت خطاباتك قلت: سأنسى.
عندما غيرت محل إقامتي من بلدتنا القديمة قلت: سأنسى.
عندما احترق كمبيوتري المحمول وفقدت صورنا قلت: رسالة من السماء لأنسى.
عندما فقدت رسائلنا الإلكترونية مع هاتفي القديم قلت: رسالة من الأرض لأنسى.
أنا الذي ذقت طعم الخيانة، وتحطمت، وخذلت، وانكسرت، وطعنت على مذبح الحب ونسيت كل هذا، لم أنس.
يذكرني حالي بقول درويش: “من سوء حظي نسيت أن الليل طويل ومن حسن حظك تذكرتك حتى الصباح.”، وأنا رجل أحب السهر.
إلا أنه من حسن حظي أنا تلك المرة أن الرجل نفسه علمنا ما النسيان، حيث “تدريب الخيال على احترام الواقع”.
أنا الذي لطالما قلت بأني سيد قراراتي وقررت أن أنسى، أنا الذي جائتني رسائل الأرض والسماوات لأنسى ولم أستطع، أحدثك الآن، محاصرا بذكرياتي، مسلحا بكبريائي، وأقسم كذبا: سأنسى.