الحب الأول على تفرد أحاسيسه ومعانيه؛ إلا أنه يغلب عليه طابع التجربة.. كمن يتعلم المشي؛ ربما تكون له ذكريات، وصور وهو يحبو.. إلا أنه لن يحب أبداً أن يرجع للحبو.
كذلك الحب الأول؛ نتعلم منه؛ تنضج مشاعرنا قليلاً خلاله؛ إلا أننا في الغالب إذا وجدنا من يبادلنا مشاعرنا الأولى، ننسى بالتأكيد الحب الأول، إلا إن بقي جرح، فقد يطول الأمر قليلاً.
أرى أن ما يحعل الحب الأول مميزًا هو تفرد تجربته بأنها الأولى من نوعها في حياة الشخص، كما الزواج، وكما أول قبلة، بمعنى إذا أحبت امراة رجلاً او العكس، ولم يكملا معا، وتزوجت المرأة، هل ستظل بنفس الوفاء لنفس الرجل الذي أحبته؟ بالطبع لا، وربما لن تحب زوجها إلا بعد فترة وربما تستبدل بحبها لحبيبها حب لأبنائها، وإذا تبقى شئ لن يكون سوى ذكريات، وسلي امرأة متزوجة، أو رجل ناضج.
وعلى عكس ما يعتقد الكثير من الناس بأن الحب الأول هو الأقوى، إلا أنني برأيي أن الحب الثاني هو الأكثر تأثيرًا، والقبلة الثانية هي الأكثر نشوةً وجمالًا ، وأعني بالحب العلاقة الكاملة والحب المتبادل من الطرفين، ليس فقط الإعجابات، فليس كل علاقاتنا تدعى حبًا.
والحب من وجهة نظري إذا لم يستمر للنهاية فهو أقل من أن أسميه حبا، الحب حياة والحياة لا تنتهي إلا بالموت، الحب الأول هو الحب الأخير لأننا نحن نحن، نحب نفس الأرواح في أجساد مختلفة ومشاعر ناضجة قليلاً.
فلربما أعجبتني امرأة، لكننا لم نكمل معًا لمشكلة ما، ثم وجدت امرأة أخرى لها نفس الرونق والشخصية، وليست بها ذات المشكلة.. أولن تكون المرأة الأخرى هي الأجدر بحبي؟، الحب المنتهي ليس حبًا، فقط مجرد ذكريات.