تحذير: ما أكتبه هنا قد يبدو كإعلان، ولك كل الحق أن تفكر في ذلك، فحبي لمسلسلات Apple TV+ متخطي لجودة العمل أو تقييمه على مواقع التصنيف العالمية، فالشركة التي دخلت مؤخرا مجال البث الرقمي تفوقت على الكثير من المنافسين في السوق، وأكاد أجزم أن لا أحد جرّب جودة أعمال الشركة الفنية إلا وشعر أن هناك شيئا ما مختلف لا يمكنه الإمساك به، رغم شعوره بالمتعة والاستمتاع، لكن ما يمز المنصة حقا هو قدرتها على تحويل الأفكار العادية إلى أعمال فريدة وجذابة.
لا يوجد حرق للأحداث
خذ على سبيل المثال مسلسل “Sugar”. يبدأ المسلسل كقصة محقق تقليدية عن محقق خاص يُدعى جون شوجر، يؤدي دوره كولين فاريل، يُكلف بالبحث عن فتاة مفقودة. ومع تطور الحبكة، يكشف المسلسل عن طبقات من التعقيد النفسي والتحولات النوعية. شخصية جون شوجر مُصممة بدقة، حيث تؤثر أسراره الشخصية وصراعاته على نهجه في القضية. يُدخل المسلسل تحولًا مفاجئًا في منتصف الموسم بعنصر خيال علمي يعيد تفسير الأحداث السابقة ويضيف بُعدًا جديدًا للقصة، محولًا إياها من سرد تحقيقي بسيط إلى إثارة تتحدى النوع.
Monarch: Legacy of Monsters
مثال آخر هو “Monarch: Legacy of Monsters”، المبني على التراث المعروف لغودزيلا، من خلال استكشاف أصول منظمة صيد الوحوش، Monarch. يضيف العمل بعدا آخر تحت الأرض، كتحول فريد للسرد التقليدي لاستكشاف الفضاء، فبدلا من السفر إلى فضاء السماء، يأخذنا المسلسل لأعماق الأرض السحيقة. ولا يقتصر هذا المسلسل على المعارك الضخمة بين العمالقة، بل يغوص أيضًا في الدراما الإنسانية المحيطة بهذه الأحداث. من خلال التركيز على خطين زمنيين، يربط المسلسل القصص الشخصية للشخصيات عبر الأجيال. مما يمزج عناصر الغموض والمغامرة مع مواجهات الوحوش الأيقونية.
“Roar”.. سلسلة أنثولوجية سحرية
“Roar” كذلك هو سلسلة أنثولوجية تستند إلى قصص قصيرة لسيليا أهيرن. يستخدم الواقعية السحرية لعرض السيناريوهات المنزلية والمهنية المألوفة بطرق مفاجئة. تحتوي كل حلقة على قصة مستقلة، تعالج موضوعات مثل الهوية والصمود وتجربة المرأة في إعدادات فريدة وغالبًا خيالية. هذا المزج بين الواقعية والفانتازيا يسمح للمسلسل باستكشاف حقائق عاطفية عميقة مع الحفاظ على بنية سردية منعشة وجذابة. يضيف طاقم نجوم العمل، بما في ذلك نيكول كيدمان وسينثيا إريفو، عمقًا ودقة لهذه الحكايات الإبداعية.
إبداع Apple TV+ لا يتوقف على السرد القصصي المختلف والجديد كليا لأحداث قد تبدو تقليدية أو مكررة. كل شيء في أعمال Apple مختلف: زوايا التصوير، الموسيقى، الإخراج، عمق الصور. أمر آخر هو اختيار الشخصيات، يقول “سيدني لوميت” إن “نجما كبيرا سوف يضر بالفيلم من مجرد (ظهوره في) الإعلانات”، ذلك الخطأ الشائع جدا الذي وقعت فيه منصات حديثة بحثا عن المعجبين والمتابعين؛ تمكنت أبل من تخطيه تماما. من خلال دمج التحولات غير المتوقعة، وتطوير الشخصيات العميق، وتقنيات السرد الإبداعية، تقدم هذه المسلسلات روايات جديدة وجذابة تجذب الجمهور.